نظرة على الجرعة اليمنية الجديدة :هل تصلح إصلاحات صندوق النقد الدولي في اليمن ؟!


نظرة على الجرعة اليمنية الجديدة :هل تصلح إصلاحات  صندوق النقد  الدولي في اليمن ؟!

بقلم : محمد ابراهيم ,

إن الإصلاحات الإقتصادية التي يفرضها  صندوق النقد الدولي و البنك الدولي على الدول غالباً ما تكون قاصية بغض النظر عن أهداف البنك الدولي في جعل الأمم مدينة وفي عجز دائم ، إلا  أن الخطط الذي يضعها البنك  صحيحة في حالة واحدة اذا طبقت بالإدارة والطريقة السليمة  في دولة مدنية خالية من الفساد،  نعم نجاح إصلاحات كهذه مرهون  بدولة خالية  من الفساد ، قد يقول قائل إن رفع الدعم عن المشتقات النفطية قد يقلل فرص تهريب النفط في دولة القبائل الفاسدة  ، أقول إن هذا يبدو صحيحا ظاهرياً لكن حقيقة الأمر إن الدولة لم تعد قادرة على دفع رواتب موظيفها ، وكلنا يعلم  أن أرقام تصدير النفط اليمني  تقل سنة بعد أخرى ، إن الفساد هو الرقم واحد في اليمن حيث تلعب مافيات القبائل دورها بجدية ،  لن تجدي الإصلاحات اأي نفع للدول الفاشلة والفاسدة.

ماذا يجب أن توفر تلك الإصلاحات للأفراد في دولة مدنية واعية :

غالباً ما تقدم القروض لإنشاء البنية التحتية للبلد ، وتلك البنية التحتية هي  الركيزه الأولى والتي بدونها لا تصلح أي إصلاحات،  تبدأ الدول في  الإستثمار  والإهتمام في البنى التحتية للبلد  وذلك لجلب الإستثمارات مستقبلاً ، تلك الإسثمارات تتطلب قوى عاملة  فتوفر فرص أعمال أكثر وعملة صعبة ، بالتالي  قل نسبة  البطالة ، دخل أ فضل يعني قوة شرائية  بيد الظأفراد  لتفادي أزمات المستقبل  وهنا يمكن رفع المزيد من الدعم عن المنتجات الأخرى  ، لكن الناظر لحال اليمن وبنيتها التحيتة  يصيبه الإحباط وخاصة أن اليمن تتجرع تلك الجرعات منذ أن شاهدت عيناني النور وحتى يومنا هذا ، والمخلوع الرئيس السابق صالح في كل مهرجان يشجينا بأنه أصلح الطرقات ووفر الماء والكهرباء والجسور رغم أنها دعم خارجي   ، تلك العصابات والمافيا القبلية هي سبب الدمار ، سبب خداع الشعب ووصوله لحالة من ثورة جياع قادمة ، نعم لا تصلح إصلاحات في بلد ينتشر فيه الفكر القبلي الفاسد والعصابات الإجرامية الناهبة لكل منبع خير في تلك الأرض ، لذا الرضوخ لإصلاحات البنك الدولي لن تجدي نفعاً يذكر ، إنما ستسبب عجز أكبر ودين أعظم ، إنما تجدي الإصلاحات في دولة القانون والدول المدنية فحسب   ، في ماليزيا ما زالت الدولة تقدم الدعم للمنتوجات الأهم والتي بدونها عاجلاً أم آجلاً قد يستغل  غضب الشعوب في نشوب  صراعات لا ترحم ، نعم في ماليزيا لا زال السكر والأرز والزيت  والدقيق يدعم بقوة من الدولة ، والسبب أنه لا يمكن رفع الدعم عن أهم المنتجات للبقاء ،  وخاصة أ ن الشعوب  لا زالت ليست ناضجة لكي تعتني بنفسها إقتصادياً وعلمياً ،  نعم فالجوع هو العدو الأول لإستقرار الأمم ، ذلك الخليط لإقتصاد الشعب خليط رأسمالي إجتماعي هو الأنسب لدولنا في وقتنا الراهن   ، لكن  فقط يبقى الأمر مرهوناً بأنعدام الفساد ، أما المراحل القادمة  فلا مانع من صنع إقتصاد رأسمالي بخليط التكافل الإجتماعي  كما في الغرب .

وفي سبيل النقد البنأ هذا فيديو رسوم متحركة من تصميمي يذكر بمآسى الطروق في اليمن

دمتم بود ،    ِ


محمد ابراهيم

عن محمد ابراهيم

مدوّن عربيّ يمنيّ الأصل، حاصل على الماجستير في إدارة المشاريع الدّولية - فرنسا. عمل في السّويد، وسافر إلى كثيرٍ من الدّول الأوروبيّة والآسيوية بغرضِ الزّياره ودراسة أسباب نهضة المجتمعات وتقدّمها ،مهتم أيضًا بالدّيانات وتأثيرها على المجتمعات سلبًا وإيجابًا وحقوق الإنسان العربيّ. أٌحبُّ صِناعة الأفلام الوثائقيّة, الموسيقى، الكرتون، والتّصوير الفوتوغرافي .أحلم بمجتمعٍ حرّ يعيش الحرّية، يصنع ,ينتج ويمتلك أفكاره دون تقيّد أو شروط .

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *