للوهلة الأولى يظنّ المفسّر لما حدث في تركيا أنّه انقلاب للجيش على الحكم لكن المدقّق للنّظر يخالجه ذلك الشّعور أنّ الأمر محض مسرحية للماكر أردوغان.
أردوغان مثّل المكر والذّكاء في سياساته على نحو 15 سنة والكلّ يعلم بقوّة الرجل وحنكته السياسية ، مسرحيّة الإنقلاب ترمي كما أرادها داهية السّلطان الجديد أن تكشف وتصفي بعض المتخاذلين والخونة في الجيش ثانيًا وكما أظن أنّها محاولة لمعرفة الصديق الحقيقي من الشّامت وهذا ما جسّد في تقارير القنوات الفضائية التي أزاحت الستار عن نفسها فبعضهم لفق وفرح والآخر أعطى الصّورة كما هي وبعضهم التزم بأردوغان حتّى لو كان إنقلابًا حقيقًا وطبعًا تعكس القنوات سياسات الدّول التي تديرها.
ثالثًا والأهم كما أرى أنّها الطّريقة التى اختارها أردوغان لإحباط أيّ انقلاب حقيقي في المستقبل وهي الصّورة التي أراد أن يروّج بها لخصومه أنّ الشّارع معي ولا تحاولوا حتى التفكير بالأمر.
اليوم أنا أرجّح المسرحيّة على الإنقلاب الحقيقى فأردوغان داهية حقيقي.
دمتم بود ،
بقلم محمد ابراهيم