ذو اللحية والوقار!


بقلم محمد ابراهيم*

توقف الباص وقد كان ممتلئ صعد الرجل ذو لحية ووقار، بدا عليه شكل الداعية أو ربما الإمام واكتملت الصورة باللباس الإسلامي..جلابية بيضاء وطاقية الشكل المسلم ، مشى الرجل ذو اللحية الكبيرة والوقار وأخذ يشق طريقة إلى الداخل ، في نهاية الباص تقريبًا ، لكن بالطبع لم يجد كرسيًا فظلّ واقفًا ، تحرّك الباص فأمسك الرجل ذو اللحية والوقار بمقبض يوجد عادة للركاب ثم أدخل يده في جيبه والتقط هاتفة الذكي، ربما يحب أن يتصفّح أخبار هذا العالم النّكد، لكن في الحقيقة فقد أكمل الرجل ذو اللحية والوقار الصورة الكاملة للزّهد فلم يخرج هاتفه ليقرأ ماذا يحصل في عالمنا العربي والإسلامي التعيس بل فتح تطبيق للقرآن الكريم ، ثم بدأ يقرأ، بعد قليل اتكى على طرف كرسي توجد به فتاة ولاصق  قليل من جسده على كتف الفتاة الأيسر واستمر في القراءة ، أُعجب بالأمر أكثر فترك يده من على المقبض ولاح بنصف جسده على الفتاة الجميلة واستمر بالقراءة ، مع تحريك عينه يمنة ويسرة يتنعم بمشاهدة الجميلات، كنت في الكرسي الأخير فقط أشاهد.

الإيمان هو الأخلاق أولًا قبل الرياء والمظهر وفتح المصحف، نحن أقوام نحب المظاهر لهذا نعيش الكذبة والتظاهر فقط ليقال علينا كم نحن مؤمنون.لهذا تركنا كل الصفات والأعمال الخيره وسعينا جاهدين ليصدق الناس أشكالنا ومظاهرنا ولِحانا الطويلة وطبعًا هاتف ذكي بتطبيق الختمة.

دمتم بود .,,,

 


محمد ابراهيم

عن محمد ابراهيم

مدوّن عربيّ يمنيّ الأصل، حاصل على الماجستير في إدارة المشاريع الدّولية - فرنسا. عمل في السّويد، وسافر إلى كثيرٍ من الدّول الأوروبيّة والآسيوية بغرضِ الزّياره ودراسة أسباب نهضة المجتمعات وتقدّمها ،مهتم أيضًا بالدّيانات وتأثيرها على المجتمعات سلبًا وإيجابًا وحقوق الإنسان العربيّ. أٌحبُّ صِناعة الأفلام الوثائقيّة, الموسيقى، الكرتون، والتّصوير الفوتوغرافي .أحلم بمجتمعٍ حرّ يعيش الحرّية، يصنع ,ينتج ويمتلك أفكاره دون تقيّد أو شروط .

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *