لماذا يصبح بعض الشباب العربي إرهابيا في أوروبا !..


لماذا يصبح بعض الشباب العربي في أوروبا إرهابيا .

محمد ابرهيم*

هاجر الكثير من العرب والامازيغ الى اوروبا للحاجة الاقتصادية ، ونظرا للطفرة الاقتصادية والحاجة الأوروبيه للعمال بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، سافر الكثير للبحث عن فرصة العمل وخاصة من المغرب العربي (المغرب ، الجزائر ، تونس ) .

اليوم اصبح هؤلاء المهاجرين جيل ثالث أو حتى رابع بمعنى أن الكثير ولد في أوروبا ، لكن التحدي الحقيقي كان ولا يزال هي هوية هؤلاء المهاجرين أو لنقل ابناء البلد ولكن بخلفيات عكسية أو مختلفة عن البيئة الأوروبية .

 في واقع الأمر تعيش الأجيال الجديدة تناقض الصورة لديهم ، فمن ناحية يجذبهم التقليد والدين الى الزاوية الأخرى من العالم ، وتجذبهم أوروبا بكل ما فيها من سماحة وعلمانية ورفاه .

لو لوحظ كثيرا أن اغلب الأرهابيين لديهم في فترات مراهقتهم ميول للعيش الحر ، الغناء والراب ، والطرب والحفلات وحتى المسكرات ، لكن داخلهم يؤنبهم كثيرا بأن هذا يخالف طريقة عيشهم التقليدية في اوطانهم وليس فقط دينهم ( والذي غالبا يكون اوصوليا متشددا في الفهم ).

يحدث أن يشعر هؤلاء بتانيب ضمائرهم عن ما فاتهم طبعا حسب مفهومهم ومفهوم من يرشدهم لاحقا ليصبحوا ارهابيين في مجتمعهم الذي  باتوا يرفضوه .

نعم سافر الكثير الى سوريا ، بعضهم لدراسة العربية والدين حتى قبل وجود داعش أو كلمة ثورة ، بعض هؤلاء هرب بعد الثورة وبعضهم انضموا لما يحسبوه وطنهم المنشود  والذي يخالف كل ما في الغرب “الدولة الإسلامية اليوم” .

والملاحظ أكثر أن قلة قليلة من هؤلاء الأرهابيين يحملون شهادات جامعية أو حتى أنهوا دراساتهم العادية.

خلاصة الأمر تظهر أن العناصر الإرهابية في الغرب ما هي إلا اصلا شباب عربي (من سلف المهاجرون الاقصاديون القداماء) ، ينقصهم التوجية والتعليم والأهتمام ، ينقصهم ثقافة الحوار والحرية والحياة للجميع ، ينقصهم فكر أن العالم ليسوا اعداء كما يقول لهم خطيب المسجد ، وأن السماحة سمة يجب أن يتصف بها الأنسان من أي دين كان ، ينقصهم ثقافة الأخلاق التي ستبهر الآخر بها ويقال انظر كم أخلاق المسلمون رائعة .

المسؤولية مشتركة تبدا وبحجم كبير من المجتمعات العربية في الغرب وتنتهي بحجم اصغر بالغرب نفسه في توفير العدل للجميع .

دمتم بود.


محمد ابراهيم

عن محمد ابراهيم

مدوّن عربيّ يمنيّ الأصل، حاصل على الماجستير في إدارة المشاريع الدّولية - فرنسا. عمل في السّويد، وسافر إلى كثيرٍ من الدّول الأوروبيّة والآسيوية بغرضِ الزّياره ودراسة أسباب نهضة المجتمعات وتقدّمها ،مهتم أيضًا بالدّيانات وتأثيرها على المجتمعات سلبًا وإيجابًا وحقوق الإنسان العربيّ. أٌحبُّ صِناعة الأفلام الوثائقيّة, الموسيقى، الكرتون، والتّصوير الفوتوغرافي .أحلم بمجتمعٍ حرّ يعيش الحرّية، يصنع ,ينتج ويمتلك أفكاره دون تقيّد أو شروط .

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *