هل كانت لعنة بن لادن معاكسة!


ردت مجموعة بن لادن السعودية على قصة الرافعة الساقطة فوق الحجيج بأن الأمر قضاء وقدر ، هكذا ببساطة ، لم يرد على الأهمال الى بالتخدير السريع بأنها مشيئة الله .

طبعا في البلدان الاخرى سوف يفتح تحقيق اولا بأسباب الأهمال المتعمد لرافعه تزن الاف الأطنان فوق الحجيج المساكين ، ثم وعلى الأقل سوف توقف الشركة أو المهندسيين الخ من العمل وتغير الطاقم ، لكن الأمر في السعودية بسيط جدا ، قضاء وقدر ،

107 على الأقل في عداد الأموات رحمة الله عليهم ، لكن الطريقة السعودية البسيطة في فهم القضاء والقدر كانت محور إهتمام وسائل الإعلام فعلا في الفترة الأخيرة ، فمنطقة مكة الصحراوية معروفة بالعواصف والرياح الشديدة فكيف يسلم الأمر للقدر إن لم نعمل حسابنا ودراساتنا .

يصادف أن الرافعه هوت في تاريخ 11 سبتمير لمجموعة بن لادن “الشركة لاخ أسامة بن لادن ”  وهو نفس تاريخ هجمات سبتمير على نيويورك ، وعلى العموم بعضهم ربط ما اسماة بالغضب الالهي على ذلك المكان المقدس الذي يدفع فيه الناس الملايين من الأموال فقط ليصلوا اليه متناسيين المجاعات والحروب والمهاجرين الفارين منها دون الحصول على ملجاء أو كسرة خبز ، وتعاملهم دولة كالهنغاريا بالبشع الصور .

احيانا ارى أنه لمن الأنانية العربية والثقافة التي نشائنا عليها التفكير بأنفسنا فقط ، فأنا إن كنت ذاهبا الى مكة هذه السنة لامحوا سياتي وخطاياي الماضية ، فكيف امحوها ولدي فرض عين أن احمي كل هؤلاء المهاجرين الذين لم يجدوا مكان يحميهم في الاراضي العربية الغنية ، فكيف نعرف ما هي اولياتنا كامة تجاة الاخرين اولا ونعرف اين نصرف نقودنا في المكان الصحيح ، وهذا ليس تقليلا بفريضة الحج بتاتا لكن ما هي اولوياتنا العربية المنسية ، كم حجم الأموال التي تدر وتذهب الى مكان كالسعودية مثلا فقط للحج اليس الأمر يدعوا للتسائل ؟

 

وعلى كل الأحوال ربما يكون أحيانا من السهولة القول والهروب من المسؤليات بكلمة قضاء وقدر ، ولكن هذه الاجابة اهون من أن اسمع دولة كأيران الفارسية تتشندق علينا بأننا لا نعرف كيف ندير الحج .

دمتم بود


محمد ابراهيم

عن محمد ابراهيم

مدوّن عربيّ يمنيّ الأصل، حاصل على الماجستير في إدارة المشاريع الدّولية - فرنسا. عمل في السّويد، وسافر إلى كثيرٍ من الدّول الأوروبيّة والآسيوية بغرضِ الزّياره ودراسة أسباب نهضة المجتمعات وتقدّمها ،مهتم أيضًا بالدّيانات وتأثيرها على المجتمعات سلبًا وإيجابًا وحقوق الإنسان العربيّ. أٌحبُّ صِناعة الأفلام الوثائقيّة, الموسيقى، الكرتون، والتّصوير الفوتوغرافي .أحلم بمجتمعٍ حرّ يعيش الحرّية، يصنع ,ينتج ويمتلك أفكاره دون تقيّد أو شروط .

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *