بينما تعصف الحروب منطقة الشرق الاوسط من كل جانب ، ازداد تشرذم العائلات في بقاع الارض الضيقة ، يبحث الاهالي عن وطن يحميهم وجنة تؤيهم وبين هذا وذاك تلوح أوروبا للمهاجرين وكانها اليوم الموعود والجنة المشهودة ، نعم قد سمعوا عن تلك الجنة الكثير فلا يهان فيها الإنسان ، ويحصل على سكن ومعاش واعانات ، لم يالف العربي الغلبان كل تلك النعم التي تهتم بالإنسان .
فحتى أرض الحرم والنور والعبادة لم تستقبل ولا واحد من هؤلاء الذين يدينون بدينها وليس فقط لاحترام الإنسان لكونه إنسان .
المهم أوروبا اليوم لها تاريخ مع المهاجرين فقد شكل المهاجرون الأوائل مشاكل مختلفة ولم يندمجوا اندماجا حقيقا في تلك الحضارات ، تعرف أوروبا جيدا أن المهاجرون اليوم ما هم إلا شكل من اشكال التجمعات العربية التى سوف تسكن منطقة معينة لتصنع منها دمشق وبغداد وكابل جديدة ، عالم ضد عالم نصنعه نحن العرب بأنفسنا ، ونصارع الحضارة الغريبة عنا هناك ولكننا نريد كل ما سوف تعطينا تلك الحضارات من نعم ، نعم فهي الجنة ولكن بشروط عربية .
ومع القصمة الأوروبية اليوم للمهاجرين ، كان بعضهم وخاصة تلك الدول العنصريون في شرق أوروبا تقولها بفم ملأن ودون حياء ، نحن سنقبل مهاجرون غير المسلمين ! . لعله ذلك الدرس الذي تعلماه من اسلافهم ، ليبدوا أن الجاليات الإسلامية اصبحت تشكل خطرا معينا على أوروبا ، نعم نعرف أن المتشدودن استغلوا الثغرات في كلمة حرية لينشروا الكرة وتكفير من يعيشون على اراضيهم ، لكن ليس الكل فقليلا منهم يشكر تلك الأرض ، وعلى العموم ، هل يجب على العربي المهاجر أن يبدا شئ جديدا وطريقة مغايرة عن المؤلوفة هناك ، ليشكر يوما بأنه لم يكن فقط عالة على من إستضافوه يوما ولو باقل القليل أن يشكرهم ويصحح فكرة عنهم .
دمتم بود