ازمة الهجرة الى النعيم


بينما تعصف الحروب منطقة الشرق الاوسط من كل جانب ، ازداد تشرذم العائلات في بقاع الارض الضيقة ، يبحث الاهالي عن وطن يحميهم وجنة تؤيهم وبين هذا وذاك تلوح أوروبا للمهاجرين وكانها اليوم الموعود والجنة المشهودة ، نعم قد سمعوا عن تلك الجنة الكثير فلا يهان فيها الإنسان ، ويحصل على سكن ومعاش واعانات ، لم يالف العربي الغلبان كل تلك النعم التي تهتم بالإنسان .

فحتى أرض الحرم والنور والعبادة لم تستقبل ولا واحد من هؤلاء الذين يدينون بدينها وليس فقط لاحترام الإنسان لكونه إنسان .

المهم أوروبا اليوم لها تاريخ مع المهاجرين فقد شكل المهاجرون الأوائل مشاكل مختلفة ولم يندمجوا اندماجا حقيقا في تلك الحضارات ، تعرف أوروبا جيدا أن المهاجرون اليوم ما هم إلا شكل من اشكال التجمعات العربية التى سوف تسكن منطقة معينة لتصنع منها دمشق وبغداد وكابل جديدة ، عالم ضد عالم نصنعه نحن العرب بأنفسنا ، ونصارع الحضارة الغريبة عنا هناك ولكننا نريد كل ما سوف تعطينا تلك الحضارات من نعم ، نعم فهي الجنة ولكن بشروط عربية .

ومع القصمة الأوروبية اليوم للمهاجرين ، كان بعضهم وخاصة تلك الدول  العنصريون في شرق أوروبا تقولها بفم ملأن ودون حياء ، نحن سنقبل مهاجرون غير المسلمين ! . لعله ذلك الدرس الذي تعلماه من اسلافهم ، ليبدوا أن الجاليات الإسلامية اصبحت تشكل خطرا معينا على أوروبا ، نعم نعرف أن المتشدودن استغلوا الثغرات في كلمة حرية لينشروا الكرة وتكفير من يعيشون على اراضيهم ، لكن ليس الكل فقليلا منهم يشكر تلك الأرض ، وعلى العموم ، هل يجب على العربي المهاجر أن يبدا شئ جديدا وطريقة مغايرة عن المؤلوفة هناك ، ليشكر يوما بأنه لم يكن فقط عالة على من إستضافوه يوما ولو باقل القليل أن يشكرهم ويصحح فكرة عنهم .

دمتم بود


محمد ابراهيم

عن محمد ابراهيم

مدوّن عربيّ يمنيّ الأصل، حاصل على الماجستير في إدارة المشاريع الدّولية - فرنسا. عمل في السّويد، وسافر إلى كثيرٍ من الدّول الأوروبيّة والآسيوية بغرضِ الزّياره ودراسة أسباب نهضة المجتمعات وتقدّمها ،مهتم أيضًا بالدّيانات وتأثيرها على المجتمعات سلبًا وإيجابًا وحقوق الإنسان العربيّ. أٌحبُّ صِناعة الأفلام الوثائقيّة, الموسيقى، الكرتون، والتّصوير الفوتوغرافي .أحلم بمجتمعٍ حرّ يعيش الحرّية، يصنع ,ينتج ويمتلك أفكاره دون تقيّد أو شروط .

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *