قطط ،كلاب وقرود محترمة ! 1


قط بيئتنا

قط بيئتنا

منذ أن كنت طفلا وأنا اعشق الحيونات الأليفة ولأن الكلب في مجتمعي “”نجس”” فقد كان صعبا الحصول على واحد وحتى لو حصلت علىه لم يكن الكلب في مكاني بذلك الجمال الذي نشاهدة من الكلاب المهجنة خارجا، لكني امتلكت قطة وقطط كثيرة.

لا تفهموني غلطا ، أنا هنا لا ادون عن تلك الحيوانات فحسب ، إنما عن أخلاقها ايضا ، غريب صح ، سيقول قائل وهل تختلف اخلاق الحيوانات من مكان الى آخر ، يبدو أن الإجابة صادمة نعم تختلف بالضبط كنفس البيئة المولدة فيها أي كالبشر ؟!.

في وطني العربي هناك كلاب وقطط وقرود اليفة أو شاردة , لكن ما أخذ دهشتي هو أن حتى الحيونات تتصرف بنفس تصرف بيئتها ومن حولها ، فأن ذهبت الى حديقة الحيوان عندنا مثلا قسم القرود ،لوجدت أن القرود هناك لا يهمها إلا شئ واحد” الجنس ” . نعم فتجد هذه القرود اجسادها مدممة مريضة من كثرة الممارسة الغريبة ، هذه القرود ايضا مؤذية بشكل كبير تذكر بالبيئة وما حولها بالضبط . لكنها ليست كذالك في مكان اخر ويصعب حتى التقاطها تقوم بتلك الأشياء .

أما عن القطط ، لم يكن لقططنا احترام حقا فقد كانت تقفز حتى على النار لسرقة السمك ، ولا تنتظر حتى يعطيها صاحبها الطعام ، ويحدث كثيرا ان يتم سجنها الى حين انتهاء الطعام لانها تقفز على الطاولة والمائدة هنا وهناك , وكنت أعتقد أنها تعتبر اليفة ، ربما توحش بيئتنا وما حولنا قد جعل من تلك الحيوانات اشياء تحارب من اجل العيش تماما مثلنا ، فان خرجت رماها الطفل الذي يفترض أن يكون بريئا بالحجارة وتجمهر عليها ابناء الحي ليحاصروها ، أما إن شاهدو كلبا فيخرج كل من في الحي لرمية بكل ما في اليد لانه طبعا غير مرغوب فيه بين الناس ،

 

لكن لما هذه القطة التي معي الآن لا تقترب حتى منا إن جلبنا الطعام ولا تفتح فمها إلا إن اعطيتها في مكان الطعام الخاص فيها ، رغم اني لم ادربها ولم تكن معي منذ طفولتها ، تنتظر تجلس تنام ولا تقوم بما يغضب عندما افتح الباب فقط تخرج ، لا تسرق الطعام رغم انه مكشوف لها ، لم تكن تلك القطة فقط محترمة بل كل قطط الحي تقريبا  ، طبعا أنا هنا في بلد مختلف ، هل اثرت البيئة بهذه القطط وجعلتها اكثر احتراما كيف ولماذا ، شئ آخر هذه القطط تعتبر برية ولا تعيش مع الأنسان مثلها مثل قططنا في موطني .

احيانا كثيرة يدعوني ذلك للتسائل واقول نعم هي البيئة ، بيئتنا قائمة على السرقة ، النذالة ، القتال لأجل لقمة العيش ، وهكذا هي قططنا كلابنا وقرودنا الجنسية ، ارجو أن لا افهم خطأ … ودمتم بود ،

 

 


محمد ابراهيم

عن محمد ابراهيم

مدوّن عربيّ يمنيّ الأصل، حاصل على الماجستير في إدارة المشاريع الدّولية - فرنسا. عمل في السّويد، وسافر إلى كثيرٍ من الدّول الأوروبيّة والآسيوية بغرضِ الزّياره ودراسة أسباب نهضة المجتمعات وتقدّمها ،مهتم أيضًا بالدّيانات وتأثيرها على المجتمعات سلبًا وإيجابًا وحقوق الإنسان العربيّ. أٌحبُّ صِناعة الأفلام الوثائقيّة, الموسيقى، الكرتون، والتّصوير الفوتوغرافي .أحلم بمجتمعٍ حرّ يعيش الحرّية، يصنع ,ينتج ويمتلك أفكاره دون تقيّد أو شروط .


Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

One thought on “قطط ،كلاب وقرود محترمة !