فشل صبية قديم حديث.. تاريخ اليمن في مدونة


فشل صبية قديم حديث.. تاريخ اليمن في مدونة

بقلم : محمد ابراهيم ،

يستمر النضال لتحقيق ما يتطلع اليه الشعب بالتغير ،  لكنه بقي ذلك التغير الذي لم يخرج عن حماس “صبية ” كما عبر عنها سفير السوفيت السابق لليمن الجنوبي ولاحقا لليمن الموحد .

نضال بلا إدارة ولا أهداف ، نضال بلا وحدة قرار،  لأن صبية الأمس هم نفس قادة اليوم وهم أنفسهم في ثأر تاريخي مرير .

قد جآئت أيام كان لهؤلاء أن يستفيدو منها  مثلا في 30  نوفمبرالماضي ، لكنها  كانت فقاعة أكثر منها ثورة أو نضال ، لماذا ؟

يعود السبب في أن قادة الأمس في جنوب اليمن هم نفس قادة اليوم ، يروي التاريخ تخلُص الثوار من الإستعمار في 14 اكتوبر1963م رغم أن المحتل  البريطاني كان موقعا إتفاقية بالرحيل أصلا كما هي إتفاقية هونج كونج وغيرها من الدول التي استعمرتها بريطانيا آنا ذاك ، لم يحترم الثوار الإتفاقية واستمرت الثورة المسلحة وهكذا نُصب بعضهم ابطالا،  وفي الحقيقة كان للامية دور كبير في  فهم معنى إتفاقية اصلا ، في الدول التي خرج منها الإستعمار البريطاني بإتفاقية حصلت لاحقا على عضوية الكمونوليث وتعويضات تدفعها بريطانيا كل سنة وإمتيازات اخرى .

وعلى العموم ، استمرت تلك التطلعات الصبيانية الشابة في إدارة الجنوب اليمني وحيث ما حلت المساعدة لحقوها ، فكان الإتحاد السوفيتي آنا ذاك يحاول الحفاظ على  مصالحه متمثلا في طريق الإمدادات والتجارة العالمي  ، وهكذا أصبح الجنوب نظام إشتراكيا شيوعيا حسب  مقتضى المصلحه ، لاحقا تناحر الرفاق في مأساة دموية كانت في 13 من يناير 1986 المرير  ،  مخلفا إقتصاد مدمر ، طوابير الإعانات والمياه وميزانية مهترئة  إستثمرت في شراء الأسلحة .

استمر الصبية الذين لا يفهمون معنى دولة في إدارة دولة ، صبية يقرر لهم الإتحاد السوفيتي كيف يتصرف وما يجب عمله حتى في أبسط الأمور ، يفتقرون للخبرة والسياسة والإدارة ، إنهار الإتحاد السوفيتي الحليف مخلفا فقرا أكبر وجوع أعظم ، فنظر الصبية للأقتصاد المنهار أصلا وقالوا لا مفر ولا طريق إلا طريق الوحدة مع دولة القبائل ، توحد الجنوب والشمال ، توحد الصبية مع القبائل ، فتطلع الناس لتلك الوحدة مشبهينها  بإنهيار جدار برلين العازل ، رغم أن التشبيه مدعاة للسخرية فأين برلين من صنعاء أو من عدن .

واستمرت الوحدة مع دولة قبائل تختلف فكريا مع دولة كانت تسمي نفسها شيوعية الى عام 1994  وسرعان ما أندلعت الحرب من جديد مصفية الصبية من الحكم واكتسحت القبائل  الجنوب اليمني للسيطرة على الغنائم ، استمرت الوحدة بالإكراة 24 عاما الى أن اندلعت الثورة الشبابية فاسقطت صالح من الحكم ونصبت الصبي الفار من مجزرة 13 يناير رئيسا ، ثلاثة أعوام فقط على إندلاع الثورة الشبابية حتى سقطت صنعاء من جديد على أيدي المليشيات الحوثية في 21 سبتمبر 2014 ، عاد الصبية الذين فروا  بعد حرب 1994 للظهور الى الساحة من جديد لكن هذه المرة  كانوا كهلة  بعقلية صبية  ، وهكذا عاد معهم نفس الخطاب والإسلوب القديم رغم أنهم خرجوا وشاهدوا الحياة الحقيقة في الدول المتقدمة  فلا بد أن يتعلموا كيفية بناء دولة الآن ، رغم ذلك لم يتغير شئ في فهمهم للأمور ،  نفس الصبية ما زالوا يريدون إدارة البلد ونفس الصبية لم يتفقوا على شئ البتة حتى في كيفية الإنفصال ، ويظهر أن الهّبات  الشعبية ما هي إلا بعبع ما زالوا ينتظرون من احدهم أن يقودهم الى الطريق كما فعل الإتحاد السوفيتي  يوما .

أخيرا أقول للشباب الحقائق والتاريخ موجع و أن التغير يجب أن تُكتب أهدافه بوضوح ، إن التغير مستحيل دون تغيرا للأفكار أولا ناهيك عن هؤلاء القادة الذين أكل عليهم الدهر وشرب فلا تتوقع تغيرا  إن اتبعتهم عزيزي ،  كما أن تاريخ اليمن ملئ بعدم الإستقرار والسبب يعود للأستبداد وعدم التنوير في كيفية إدارة دولة ، كما يجب أن يفهم الشاب التواق للتغير أنه سواء كانت الدولة دينية أو لا دينية كما كان في جنوب اليمن كلاهما لا ينجحان على المدى الطويل ، إنما ينجح العيش المشترك مع الجميع كقانون يدرس ويغرس في أبناء الوطن الواحد .

ملاحظة :

استعمل السفير السابق للإتحاد السوفيتي مصطلح الصبية في شهادتة على تلك المرحلة في لقاء تلفزيوني  على احدى القنوات الفضائية .

 


محمد ابراهيم

عن محمد ابراهيم

مدوّن عربيّ يمنيّ الأصل، حاصل على الماجستير في إدارة المشاريع الدّولية - فرنسا. عمل في السّويد، وسافر إلى كثيرٍ من الدّول الأوروبيّة والآسيوية بغرضِ الزّياره ودراسة أسباب نهضة المجتمعات وتقدّمها ،مهتم أيضًا بالدّيانات وتأثيرها على المجتمعات سلبًا وإيجابًا وحقوق الإنسان العربيّ. أٌحبُّ صِناعة الأفلام الوثائقيّة, الموسيقى، الكرتون، والتّصوير الفوتوغرافي .أحلم بمجتمعٍ حرّ يعيش الحرّية، يصنع ,ينتج ويمتلك أفكاره دون تقيّد أو شروط .

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *