سقوط صنعاء:


سقوط صنعاء:
بقلم : محمد ابراهيم ,

ماذا حدث في اليمن ؟! ‏سقطت العاصمة صنعاء بشكل مفاجئ وغريب ! كيف ؟! ولماذا؟ وهل هو مخطط اقليمي دولي ؟ وهل كان الرئيس هادي مجرد دمية وواجهه لللآخرين ؟! وما هو  الدور الايراني في شراء اليمن ؟!
سقطت العاصمة صنعاء يوم امس بكل وزاراتها وجيشها وعدتها وعتادها الثقيل والخفيف , استّلم الحوثيون (انصار الله جماعة شيعية في شمال اليمن ) كل مراكز ونفوذ الدولة دون حتى ابداء اي مقاومة تذكر حيث استيقظ الأهالي في صنعاء على مليشات الحوثي في كل ازقة ومراكز الدولة , واختفى الحمر ( قبيلة يمينة تمتلك نفوذ الدولة والجيش و شركات خاصة ) من حزب الإصلاح العدو الدود للحوثيين وسقطت الفرقة اولى مدرع بيد مليشات الحوثي بيوم وليلة .

اللعبة الدولية الإقليمية :
يبدو لوهلة ان ايران وامريكا من الد الاعداء لكن ما يحدث على الارض يؤكد ان الدولتان ما ‏هما الا حلفاء مصالح , وسيسقط الحلف بانتهاء مصالح امريكا مع ايران لاحقا ولو بعد حين , وهذا ما يميز العرب والمسلمين في انهم لا يعرفون كيف يخططون على الامد الطويل كما تفعل امريكا او اسرائيل , العرب ينظرون للاشياء من منظار اليوم فحسب وكيفية بقاء كراسيهم لاصقة في موخرات زعمائهم و ان احسنو التدبير فيكون ذلك على اقوامهم فحسب. سقطت صنعاء بتعاون دولي واقليمي تام ايران , الإمارات ,السعودية , امريكا وربما اخرون لهم مصالح معينة اخرى.

ان سقوط صنعاء ‏ما هو الا إنقلاب على مخرجات الحوار لدولة كانت ستكون مدنية ناجحة , انقلاب كما حصل في مصر وليبيا وقريبا تونس , الدول المجاورة صاحبة اللعبة فالامارات هي المحنك في رسم ‏هذه الخطط في كلا من مصر واليمن وليبيا , فهم لا يريدون دولة تنجح في المنطقة باسم ” ثورة ” ولا يريدون ان تصبح “عدن” هونج كونج الشرق الاوسط او موناكو لان في ذلك ‏تدمير ل ” دبي ” وميناءها وقد حاولت موانئ دبي ان تدير ذلك الميناء العتيق في عدن جنوب اليمن فدمرتة أكثر مما هو علية في صفقة فساد عرفناها بعد سقوط صالح من الحكم , أما قصة الاخوان المسلمون في الحكم فالتحليل المنطقي العاقل يقول انه ايضا فشل ولا حاجة لنا في هكذا قواد او زعماء لكن هل تدمير الثورات العربية ياتي بسبب الاخوان المسلمون وتنامي تلك الحركات.
في الحقيقة الأمر ياخذ شكلان الأول خطر فكر الأخوان المسلمون ‏ وتراجع الدول التي يحكمها هؤلاء للوراء كما يثبت التاريخ وهذا يبدو “حق” في اجهاض نجاحهم الزائف الذي سيجر كل المنطقة لنفس الفكر لاحقا , ‏الشى الاخر هو خوف هذة الدول من نجاح الثورات العربية او الربيع العربي في تحقيق حياة افضل فسيخسر هؤلاء العمالة الاجنبية وايضا اسم دبي عالميا وتطّور الدول التي ثارت فكريا وليس فقط على الصعيد الاقتصادي وتصدير تلك الأفكار لبلدان كالسعودية والامارات التي يعيش اصحابها كما العهود القديمة ‏بطريقة اصعب من كوريا الشمالية والتي شاهدنا قبل ايام فيديو كان مفاجاة عن تلك البلد المنظمة والنظيفة والبنية التحتية الرائعة رغم اختلافنا مع اعداء الحرية فيها ‏ولكي لا نخرج عن الموضوع كثيرا فان عدن ومينائها كان ولا يزال خطر على دبي ‏نعم فمدينة عدن يمكن صنع موناكو الشرق منها ‏او هونج كونج بقليل من الحنكة السياسية والاقتصادية وهذا مالا يريده الآخرون .

اذا صنعاء سقطت بايدي المجتمع الدولي كلة والذي كان المخدر فية هو جمال بن عمرو الذي ارجح انه كان يعرف مسبقا بكل هذا السقوط المدوي ولكنة حاول ان يدير حوار بينما مليشيات الحوثي تدخل صنعاء وتفعل ما تريد , صنعاء اليوم قطعة من ارض فارس , الحلم الفارسي القديم باستعادة المجد شرقا وغربا

هل كانت القرارت الرئاسية تجنيبا للحرب ام خطة معدة مسبقا ؟

‏يمكن تحليل ذلك كالتالي اما ان الرئيس ‏اليمني هادي فوجئ بالضغط الدولي حولة لاسقاط صنعاء وقد عمل كاديكور باسم رئيس, ‏او ان ‏السقوط اتى من الداخل مفاجاً الرئيس بانة ليس رئيس فاستسلم للأمر الواقع بكونه لعبة للاخرين وهم اصحاب القرار الحقيقي , ‏لأن الحسم العسكري لأقتحام العاصمة هو الشئ الذي كان يجب فعلة لعدو محتمل , وإلا لما نملك ترسانة حربية وجنود ومصاريف ورواتب تكهل ميزانية الدولة ثم يسلمون بكل ود كل مؤسسات الدولة , ‏ان هذا ليس تجنيب للحرب في اليمن انما بيع اليمن لأيران والشيعة فحسب ويبدو ان القرار بالتسليم اسواء من الحرب , لذا استغرب ما يسمى “حكمة يمانية” انما هي حمق وبيع وتسليم للأرض بكل سهولة لقوى خارجية . ثم ان الحكومة اليمنية حاولت مرار وتكرارا تأجيل مشروع الجرعة “رفع الدعم عن المشتقات النفطية” الى ان تهدى الأمور فلماذا عادت الآن بالذات ؟ الم تكن الحكمة في رفع الدعم بعد ان تصبح اليمن اتحادية بكل معنى الكلمة او ان الأمر معد مسبقا لجعل مليشات الحوثي تقوم بما يسمى ثورة متعذرة بالجرعة ؟!

ان كل ما حصل هو ضد مخرجات الحوار فاما ان اليمنين حمقاء او امعات , فالحوثي اخذ كل شى بالقوة وتحت تهديد السلاح فعن اي مخرجات حوار ‏يتكلم عنها هادي بتجنيب البلد الحرب شئ لا يصدق ؟! قد رمي بمخرجات الحوار لتحويل دولة مدنية اتحادية الى العوبة امامة

الدور السعودي :
ان ‏الحكم الإمامي ‏الشيعي في ما مضى كان من افضل الحلفاء للسعودية وهو من باع الأراضي اليمنية كعسير وكل المناطق المتاخمة ‏لحدود اليمن ‏ويبدو ان السعودية معجبة بنظام الإمامة الذي تستطيع اللعب معه كما تريد , لذا ارادت ان ترجع التخلف القديم لكنها هذه المرة لا تعلم ان الأمور مختلفة ‏وان اطماع ايران طويلة الأمد والمستقبل القريب سيكشف الكثير لهؤلاء الذين يفكرون ‏لكرسي الحاضر فحسب , قصر النظر في التفكير العربي مشكلة حقيقة .
يوما ماه يرتّد كل هذا على معظم الدول التي شاركت وقتلت ومارست الجوع كسياسة تعذيب للدول الفقيرة , يوما ما ستتفكك هذة الدول من حلفاء اليوم وتتصارع في ما بينها وان ‏غدا لناظرة قريب لذا لا تقلقوا من معادلة وسنة الحياة الطبيعية .
ايها اليمن المعذب الأسير لأطماع هذا وذاك يوما ماه ستكون والأمل لا يموت.
غدا يكتب التاريخ :
في الغد يُكتّب التاريخ حسب منتصرية فقط لكن يبدو ان المبعوث الأممي لليمن قالها صراحة سقوط صنعاء اتركه لكتاب التاريخ فلا اعلم ما حصل ,ربما سيكتب ان الحوثي هو صاحب الثورة الحقيقي وانة الملهم لليمن , وسيكتب ان السيسي هو منقذ مصر وستعلم الأجيال الناشئة في كتب المدراس بان هذا ما حدث, عاد الحق لأصحابة الشيعه في الارض والمال والنسب الخ الخ الخ من ثرثرات التاريخ الزائف للأمم.
دمتم بود,


محمد ابراهيم

عن محمد ابراهيم

مدوّن عربيّ يمنيّ الأصل، حاصل على الماجستير في إدارة المشاريع الدّولية - فرنسا. عمل في السّويد، وسافر إلى كثيرٍ من الدّول الأوروبيّة والآسيوية بغرضِ الزّياره ودراسة أسباب نهضة المجتمعات وتقدّمها ،مهتم أيضًا بالدّيانات وتأثيرها على المجتمعات سلبًا وإيجابًا وحقوق الإنسان العربيّ. أٌحبُّ صِناعة الأفلام الوثائقيّة, الموسيقى، الكرتون، والتّصوير الفوتوغرافي .أحلم بمجتمعٍ حرّ يعيش الحرّية، يصنع ,ينتج ويمتلك أفكاره دون تقيّد أو شروط .

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *