ظاهرة الإلحاد بين الشباب العربي :


ظاهرة الإلحاد بين الشباب العربي :

بقلم : محمد ابراهيم ,

كمتابع ومهتم لمنحنى التفكير العربي  وتغيراتة بين الأمس واليوم , وبين الفرق الدينية والطوائف والمعتقدات القديمة الحديثة , ظهرت حديثا ظاهرة الملحد العربي , كيف ؟ ولماذا ؟ وما أسباب الظاهرة ؟ وكيف إرتفع صوتهم عاليا ألآن في مصر وتونس والجزائر والمغرب وعلى إستحياء  في السعودية  واليمن والاردن وايران وغيرها  ؟ وهل تشكل تلك الظاهرة خطرا على إستقرار المجتمعات العربية ؟

الالحاد في العالم

 

ربما قد قرأ بعض المتابعين والباحثين عن تلك  الخريطة التي نشرتها الواشنطن بوست في دراسة عن ظاهرة  الإلحاد في العالم

للأطلاع على الدراسة أنقر على الرابط التالي :

http://www.washingtonpost.com/blogs/worldviews/wp/2013/05/23/a-surprising-map-of-where-the-worlds-atheists-live/

ولربما كان المفاجى  رؤية السعودية في خارطة الدول التي يعد بعض من أصحابها ملحدين أو لا دينين.

في مصر علا صوت الشباب الملحد مؤخرا حتى أن الظاهرة أصبحت سيدة الحوارات في القنوات التلفزيونة المصرية , علاوة على إظهار هؤلاء الشباب أنفسهم علنا في التلفاز للمناظرات مع علماء دين من الأزهر الشريف  والكنيسة المصرية .

في رأيي المتواضع كمتابع وباحث في الأديان أرى أن الشباب محطم بسبب علمائة , والذي غالبا يكونون علماء منصب وجاة ومال وسلطان وشهرة فحسب  وقليل يمكن الوثوق بعلمهم وفهمهم لهذا العصر, ولا أستغرب أن يكون بلد كبت الحريات وما يسمى ببلد “هيئة النهي عن المنكر” هي البلد الأكثر الحادا عربيا والسبب يعود أولا كما تثبت التجارب  ان كل ممنوع مرغوب كما يقال, أيضا تعرف الهيئة أنها تفسد أكثر مما تصلح فمؤخرا ظهر فيديو لبريطاني مسلم يضرب من قبل الهيئة وهو يقول “لا تلمسوا زوجتى ”  والظاهر أن الهيئة تقوم بعملية مراقبة للناس حيث يشعر الشباب بكبت وضيق على حياتهم حتى الأسرية , إن الشاب المراهق عادة متمرد وطريق الممنوع أكثر تفضيلا ورغبة , وهناك أيضا قصص الفتاوى التي تصدر هنا  وهناك في كل حياة المسلم الذي أصبح مقيدا ولا يتحرك إلا بفتوى , وناهيك عن تلك الفتاوى المضحكة عن قيادة المرأة للسيارة والجمل ,,الخ من هذه التفاهات التي تشغل الأمة العربية دون الألتفات الى الأهم .

كما أن هناك فارق الفهم لهذا العصر بين العلماء والشباب ,  فتجد أن شيخ الدين لا يفهم في ما يتكلم فية وكانه يعيش في عصر مختلف عما يعيشه الشباب ,لذاك نجد أن الشيوخ يتحدثون ويعضون في وادي والدنيا والحال في وادي آخر , وأحيانا كثيرة يحشر الشيخ نفسه في العلوم التي لا يعرف شئ عنها مما يسبب الأحباط للشاب وأهتزاز الثقة في ما يقول من علم .

أسباب أخرى قد تجر الشباب الى الإلحاد هي الحروب الطائفية التي تعصف بالوطن العربي من شرقه لغربه فقد حطمت الشباب في معرفة الصحيح حيث يتساءل بعضهم وما دخلنا نحن لجرنا في تلك الحروب لأنقاذ الأمة أم لتدميرها , كما ان الأيمان بأشياء غريبة كما حدث في ساحة رابعة عندما كان الإخوان المسلمون في الحكم وما أثاروه بأن الملائكة تتنزل عليهم وأنهم على الحق المبين فالله ناصرهم , أقول إن مثل هكذا أفعال تدمر الدين أكثر مما تبنية , الجماعات الإرهابية التي تعيش في الأرض الفساد من مشرقه الى مغربه متخذة أسم الله لتقضي على كل من يخالفها , أسباب كثيرة قد لا تعد ولا تحصى تجر بالشباب الى هذا النوع من الإلحاد والذي أسمية فقدان الثقة في علوم العلماء ,لذا فأن العلماء مسؤولون أكثر من غيرهم عن الإلحاد , كما أن التاريخ أيضا الذي يعتبر محسن لهذا وذلك حسب من أراد يثير الكثير من الشكوك فهم لم يتعلموا كيفية قرأة التاريخ بطرق موضوعية محايدة عن الجميع .

أما على نطاق الفيس بوك فقد فتحت صفحات للنقاش الديني المحموم فهناك صفحات للقرآنيين  وصفحات للادينيين والربانيين والملحدين ,,الخ. وتبدو أن الظاهرة منتشرة في أرجاء الوطن العربي بغير تمييز, ولي نقاشات كثيرة مع ملحدين وقرآنيين وغيرهم من الفرق لمعرفة كيفية  وصولهم لهكذا إقتناع , وقد لاحظت أن  في دول المغرب العربي يكثر الإلحاد في الطائفة الأمازيغية التي ترى أن المسلمين فرضوا دينهم بالسيف يوما عندما فتحو تلك البلدان .

يرى الحبيب الجفري المعروف بإنفتاحه وحسن قرأتة للعصر الحالي بأن الإلحاد ظاهرة قديمة وقد سماها البحث عن الحقيقة , كما أنه إنتقد ردود الأفعال المبالغ فيها تجاههم وأضاف أنها جانب مشرق للبحث عن الحقيقة في مجتمع جمدت الدماء في عروقه وأصبح مرتبكا وفوضويا , كما أننا عجزنا عن تقديم الإسلام الحضاري المشرف مع الإكتفاء باجترار الماضي كمستقبل لنا , كما أضاف يجب فتح قنوات حوار معهم  لا تحقيرهم وتكفيرهم  وإباحة دمائهم فهي لا تجدي نفعا في عصر العلم والمعرفة علينا التقدم في خطابنا الديني  “حسب قولة”.

في النهاية إريد أن أقول أن الظاهرة لا تشكل خطرا بقدر خطر أي تطرف حقيقي يتخذ من الدين الإسلامي أسم له , وربما الظاهرة صحية للتغير ولتحريك وإجبار الشباب على القرأة والمطالعة والبحث في الأفكار بدل التسليم بما يقول الشيخ الفلاني والفتاوى الناريه التي تحرق الاخضر واليابس في أوطاننا وتجعلنا عرضة للحروب الطائفية , إن الظاهرة صحية لقراءة التاريخ بطريقة موضوعية محايدة ولتصحيح أخطأ الماضي المرير وللأجابة عن أسئلة الشباب بحيادية تامة دون إدخال التطرف والطائفية في الإجابات وربما لنقد التاريخ المحسن , وأن نصبح مجتمعات مفكرة  تبني  الأنسان أولا , ولا ندخل صراعات الدين في السياسة فتحرق الأخيرة الدين .

دمتم بود ,


محمد ابراهيم

عن محمد ابراهيم

مدوّن عربيّ يمنيّ الأصل، حاصل على الماجستير في إدارة المشاريع الدّولية - فرنسا. عمل في السّويد، وسافر إلى كثيرٍ من الدّول الأوروبيّة والآسيوية بغرضِ الزّياره ودراسة أسباب نهضة المجتمعات وتقدّمها ،مهتم أيضًا بالدّيانات وتأثيرها على المجتمعات سلبًا وإيجابًا وحقوق الإنسان العربيّ. أٌحبُّ صِناعة الأفلام الوثائقيّة, الموسيقى، الكرتون، والتّصوير الفوتوغرافي .أحلم بمجتمعٍ حرّ يعيش الحرّية، يصنع ,ينتج ويمتلك أفكاره دون تقيّد أو شروط .

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *