اليمن…هل هو على الطريق الصحيح ؟


اليمن…هل هوعلى الطريق الصحيح ؟

بقلم : محمد ابراهيم ,

لعل أبرز  دروس ثورة اليمن الشبابية المباركة هو أننا لم نحاكم المخلوع ولم ننفه كما يحدث عادة في الثورات , ‏وقد جعلناه وحزبه شريكا في السياسة دون إقصاء أو إبعاد وهذا ما لم يحدث في أي من دول الربيع العربي , وإن سألنا أنفسنا هل كان القرار صائبا   والضمانات المقدمة في صالح الشعب لاحقا  ؟ وهل أستغلها صالح وحزب المؤتمر  وأعتبرها ضعفا شعبيا ؟ للأجابة على هذه التساؤلات بنظرة إيجابية يمكن قول التالي :

أولا إن أردنا التغير حقا يجب أن لا تكون الثورات ‏إنتقاما  كما حصل في ليبيا ومصر لفئات كانت مستضعفة وقويت شوكتها لاحقا , فأن كانت إنتقاما من شخص بحد ذاتة  فان مصير الثورة الفشل و الزمن يعود والثأر لا يندثر ,   كما أن الثورة لا يجب أن تكون إقصاء لهؤلاء الفاسدين في حزب المؤتمر بل تصحيح للمسار الديمقراطي الحقيقي , ولو أنهم لا يعرفون غير إحتكار السلطة والنفوذ  طيلة 33 عاما في الحكم , لكننا كشعب نريد التقدم لا نرى في الأنتقام حل  , بل الشراكة والديمقراطية الحقيقية فلنتعلمها جيدا ,  ‏رغم أني كنت من الناس المطالبين بشنق من أفسدوا حال اليمن ودمروها  كما شنق الفرنسيون الملكة الفاسدة وجعلوها عبرة للآخرين عندما قالت “إن لم يعجبهم البسكويت فل يذهبوا للجحيم” ‏لو كررنا  الثأر بالثأر والحقد بالحقد على من جعلنا  نعيش الأزمات والفتن والعيش على ضوء ‏الشموع ليلا نهارا  لما إختلفناعن المخلوع في شئ ,  لكننا أعظم من أن نكون هكذا شاكلة .

يروي التاريخ أن نفي هؤلاء أيضا لا يصلح والسبب أنهم يعودون بعد فترة من الزمن  الى الظهور مدعومين بمن يريدون إثارة القلاقل داخليا  ويثيروا الأحقاد القديمة ‏مستغلين ما هو حقيقي من فساد على الارض وكأنهم المخلص ‏القادم , رغم أن تاريخهم لم يكن مشرفا أيضا عندما كانوا حكاما , لذا النفي ليس حلا ولا الاقصاء أيضا . و أرجو أن يتنبة صالح لهذه الدروس في حكمة اليمن  ,لكن كما نرى أنه لم ينسى جنون العظمة القديم وتحالف مع من كان يوما عدوا له ينازعة السلطة والجاه ليعيش في الأرض الفساد  وربما لم يفهم أنها ليست ضعفا من شباب المستقبل , الشباب الذين أسقطوه من جنون عظمتة .

إن اليمن على الطريق الصحيح بالشراكة الكاملة للجميع يجب ان يتعلم هذا الشعب الديمقراطية الحقيقية وهي ليست بدون مقابل بل يجب الصبر والحنكة والتصدي لإعداها داخليا وخارجيا لأن الأمل في  ذلك الغد المشرق لليمن الذي كان يسمى السعيد , ودمتم بخير.


محمد ابراهيم

عن محمد ابراهيم

مدوّن عربيّ يمنيّ الأصل، حاصل على الماجستير في إدارة المشاريع الدّولية - فرنسا. عمل في السّويد، وسافر إلى كثيرٍ من الدّول الأوروبيّة والآسيوية بغرضِ الزّياره ودراسة أسباب نهضة المجتمعات وتقدّمها ،مهتم أيضًا بالدّيانات وتأثيرها على المجتمعات سلبًا وإيجابًا وحقوق الإنسان العربيّ. أٌحبُّ صِناعة الأفلام الوثائقيّة, الموسيقى، الكرتون، والتّصوير الفوتوغرافي .أحلم بمجتمعٍ حرّ يعيش الحرّية، يصنع ,ينتج ويمتلك أفكاره دون تقيّد أو شروط .

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *