كيف وصل الموروث الغنائي اللحجي الى ملاكا الولاية الماليزية ؟!


كيف وصل الموروث الغنائي اللحجي الى ملاكا الولاية الماليزية ؟!

بقلم: محمد إبراهيم.

هاجر اليمنيون الى معظم أصقاع الأرض كتجار وعلماء , غرس اليمنيون حضارتهم وعاداتهم في تلك الشعوب  , نجد اليمنيون اليوم في افريقيا واسيا  وكثير من القارات الاخرى , وقد أسسوا من تلك البلدان أوطان لهم .

من المعروف ان أبناء حضرموت هاجرو ا كتجار الى شرق آسيا ونشروا العلم والعلوم والدين الإسلامي, يوجد الحضارم اليوم بكثرة

في ولاية كلانتن وكداح الماليزية وكذا جنوب تايلاند  , وقد إتخذ الحضارم من تلك الاماكن أرضا جديدة لهم ناشرين ثقافاتهم وعاداتهم  كما تأثر الشعب الماليزي بالحضارم كثيرا وهذا شئ قد تشاهده وتلمسه في كثير من حياة شعب الملآي  وقد اصبحت الأجيال الحديثة منهم من مشاهير العالم كما قد اشرت في موضوعي السابق على الرابط التالي:

http://ebrahimsharaf.arablog.org/2014/08/09/%d9%85%d9%86-%d9%87%d9%88-dota-shake-%d8%9f/

لكن هذا لم يلفت إنتباهي كثيرا نظرا لمعرفتنا المسبقة بتأثير الحضارم على الثقافة الماليزية. ما أثار انتباهي حقيقة هوتقارب  الفن الشعبي في ولاية ملاكا مع الفن او الألحان اللحجية اليمنية.

كنت اشاهد التلفاز المحلي للقناة الثانية الماليزية, ولأننا في أيام عيد الفطر المبارك يعرض التلفاز المحلي كل الموروثات الشعبية الغنائية  في أنحاء ماليزيا , وقد كان محيرا جدا سماع  الحان لأغاني ماليزية للعيد ولكنها بالطريقة اللحجية اليمنية , رغم ان  الموسيقى تأخذ الطابع الغربي  احيانا, فعندما سألت من اين لهم هذه الألحان ,قيل أنها الموروث الشعبي في ملاكا . للملاحظة يعتقد شعب الملآي انهم نسل من الاسكندر المقدوني  او ما يعتقد  في روايآت  اخرى بأنه ذو القرنين , ولأني أعتقد أن  الشعب الماليزي القديم ما هو إلا نسل من الشعب الأندنوسي  ولا ننسى صراعات الصينيون والهنود والسيام على المنطقه ,لكننا هنا لسنا بصدد قراءة للتاريخ الماليزي إنما  لأخذ نظرة طفيفة على تاريخ ملآكا  والفن الشعبي فيها ,الجدير بالذكر  أننا لم نسمع يوما بهجرة اُناس من لحج  او أبين (محافظات يمنية )الى ماليزيا .

يعتقد المؤرخون أن  بداية تأسيس ملآكا كان في العام 1400 م بواسطة باراميسوارا وهو أمير من سومطرة – اندونيسيا ويبدو ان الأمير قد  تأثر بالهنود واتخذ لقب (شاة) له , لاحقا إتخذ الشاة من الإسلام دين ولُقب بالسلطان , وهكذا إنتشر الدين الإسلامي ايضا في أنحاء كثيرة من ماليزيا ,  كما أن تأسيس ميناء ملاكا العظيم ذو الاهمية كطريق للتجارة العالمية قد جعل منه محل نزاع  تتنافس عليه  القوى العظمى    , هذا وقد جذب الميناء التجار من كل أنحاء العالم ولا يزال ميناء ملاكا حاضرا لليوم ,لمزيد من التفاصيل حول تاريخ ملآكا يمكن زيارة الرابط التالي:

http://www.tours-malaysia.com/vb/showthread.php?7051-%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AE-%25D9%2588%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A9-%25D9%2585%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2583%25D8%25A7-%25D9%2581%25D9%258A-%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25B2%25D9%258A%25D8%25A7

 

أما للإستماع للموسيقي  والألحان التراثية من ملآكا  والتي تدعي  Dondang sayang  فيمكن النقر على الرابط التالي :

http://www.youtube.com/watch?v=gBxBPyrBTyA

او:

http://www.youtube.com/watch?v=3rbB3cs-MNU

كما يمكن النقر على الرابط لمقارنة التراث والألحان  اللحجية اليمنية مع الملآكيه من هنا :

http://www.youtube.com/watch?v=R8gLl83TBRQ

او :

http://www.youtube.com/watch?v=KwIv9S2aAbQ

 

نجد التشابة الكبير في اللحن اللحجي والملآكي  فمن أخذ مِن من؟!  وهل هذا التشابه مجرد صدفة ظريفة؟!

حقيقة رغم تشابه الالحان  إلا انه لا  توجد اي علاقة بين الطرفين , وجدير بالذكر ان المجتمع الملآكي  وبخاصة سلالة السلطان قد تزاوجو ا مع سلالة حاكمة صينية كونت  ما يسمى  بمجتمع  (البابا بونيا) وهو نفس المجتمع الذي يعيش اليوم في ملآكا ويحمل هذا الموروث الشعبي الغني , رغم تقارب الألحان اليمنية اللحجية مع الألحان الملاكية  فهل يمكن للصدفة ان تكون حلا للغز؟!.

 

*مصدر الصورة البارزه muztradmelayu.wordpress.com

 


محمد ابراهيم

عن محمد ابراهيم

مدوّن عربيّ يمنيّ الأصل، حاصل على الماجستير في إدارة المشاريع الدّولية - فرنسا. عمل في السّويد، وسافر إلى كثيرٍ من الدّول الأوروبيّة والآسيوية بغرضِ الزّياره ودراسة أسباب نهضة المجتمعات وتقدّمها ،مهتم أيضًا بالدّيانات وتأثيرها على المجتمعات سلبًا وإيجابًا وحقوق الإنسان العربيّ. أٌحبُّ صِناعة الأفلام الوثائقيّة, الموسيقى، الكرتون، والتّصوير الفوتوغرافي .أحلم بمجتمعٍ حرّ يعيش الحرّية، يصنع ,ينتج ويمتلك أفكاره دون تقيّد أو شروط .

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *