المعاملة والرقي الأوروبي: مقارنه بين المؤسسات اليمنية والأوروبية


yyyyyyyyyyyyyyyyy

بقلم: محمد ابراهيم ،

المعاملة الراقية واحدة من علامات تقدم الأمم،  ليس فقط عماراتها الشاهقة أو أسواقها الفخمة، فلم تبهرني يوما  تلك الأشياء، إنما أبحث عن جوهر الأنسان الراقي الحقيقي،  قد تجد بلدان كثيره عربية إسلامية  تتفاخر بما بنت من عمارات على أجساد  الأمم الفقيرة  دون رحمة ولا حقوق ، كل هذا مجرد وهم أقتصادي ينهار في يوم وليلة ، لكني هنا أقارن بين الرقي الإنساني في التعامل مع الغير وتلك الوسطية والتواضع ونحن.

نعم من خلال دراستي في أوروبا لم يبهرني شئ أكثر من التعامل الراقي مع الأنسان  وطريقة إتمام معاملاته  ، وقارنت  في ما نقوله ونفعله في أوطاننا العربية دون أستثناء ، نحن ندعى أن الأسلام علمنا كل شئ ولكننا لسنا مسلمون جيدون فكيف أجد أخلاق الإسلام  في الغرب ولا أجدها في أي بلد عربي واحد و لماذا !؟.

في أوطاننا العربية إمتلاك سلطة أو مسؤولية يعني إمتلاك رقاب الناس ،  بينما في الغرب إمتلاكها يعني تحمل مسؤولية الناس ويجب أن أكون عند حسن ظنهم.. هكذا ببساطة .

هنا مثلاً في اليمن إن حصل شخص على مسؤولية في مؤسسات الدولة أو في السفارات فيجب أن تركع وتسجد له لكي يقوم بما هو اصلاً عمله ، دون إستثناء في كل مرافق الدولة وفي كل مكان تحمل يمني مسؤولية معينة فاما أن تركع أو تخٌنق.

كثيرا ما تسائلت هل نحن فعلاً مسلمون ؟!

إذهب وعامل اي معاملة في اليمن من وزارة التعليم العالي، الى الخدمة المدنية الي موظفي السفارات الذين يعملون في السفارات الأجنبية  ،إن كنت  اوروباً فقد تصاب بالجنون ، لكن يبدو أن الشعوب عندما تألف شئ يصبح منهج حياة ، وما هو صحيح يجب أن يخطأ لسبب واحد أن المسؤول الشخص الفلاني لم يعجبه شى ماه ويحب أن يشعر بسلطتة تجاه المساكين.

أذكر أني عندما عدت لليمن من أجل إتمام  كتابة رسالتي في الماجستير وتوجب الأمر العودة  الى فرنسا لتقديم الرسالة وكذا لحضور حفل التخرج الرسمي بعدها  ، تطلب الأمر أن أحصل على فيزة جديدة بما أن فيزتي منتهية الصلاحية ، وقد سافرت الى العاصمة صنعاء والتي كالعادة كل شئ هناك بسبب المركزية لاقدم أوراقي الكاملة و، وقد حصل أن تهاتفت مسبقا مع اليمنيين العاملين هناك في ما يجب أن اُحضر ، وصلت للسفارة الفرنسية املاً تلقي نفس المعاملة الراقية في فرنسا ، إذا بي أرن الجرس لُأهاتف رجل الأمن اليمني هناك ليسمح لي بالدخل ، فما أن قلت أنا الطالب كذا وكذا واذا بي أرتعد من صوت الرجل وطريقة إجابته ماذا تريد ؟ ومن أنت ؟ المهم سمح لي بالدخول في ما بعد وطبعاً فاجأني الطاقم حيث أنه كله يمنيون حتى من ساقدم عنده الطلب الأولي للتأشيرة ، قلت في رأسي “”اللهم طولك يا روح””.

وكأنه نذير شؤوم أصابني حيث أني أعرف سلفا أن اليمني إن حصل على مسؤولية فلن يتمها بالأسلوب الراقي الذي أعرفة وتعودت علية في الغرب ، هناك دفعت 100 يورو وقدمت كل أوراقي وقالو لي إتصل بعد 15يوماً ، طبعاً موعد تقديم البحث كان بعد شهر تقريباً ويجب أن أحصل على التأشيرة بسرعة لذا دعوت الله إلا يجعل أوراقي مع اليمنيين وأن يختص بها المسؤولون الفرنسيون حقيقة ،  بعد 15 يوم تماماً إتصلت بعد أن عدت الى عدن قالو ا لي أن أوراقي ناقصة ، قلت كيف ناقصة؟ وأنت من طلب مني ما يجب أن أحضر!, قال قد نسيت!! أحضر هذه الورقة وستكون تأشيرتك جاهزة  ،  فسافرت من جديد من عدن الى صنعاء وأحضرت ما طلبوا وكلي أمل ان أحصل على طريقه المعاملة التي ألفها في فرنسا ، ثم سألت هل سيأخذ الأمر 15 يوماً جديدة؟ ، قال ربما إتصل بعد 10 أيام !، إتصلت بهم بعد عشر أيام طبعاً الهاتف أن  وقع بين يديي يمني أيضاً فلن يجب علية إلا بعد أن تعاود الاتصال خمس مرات تلك ثقافة البلد! لا يهم المهم أن يجيبني أحدهم ، فأجابني وقال تعال بعد3 أيام ستكون جاهزة ،  بعد اليوم الثالث سافرت مجدداً الى صنعاء وهناك رد الموظف المسوؤل ماذا تريد؟؟! نحن لا نفهم ما تريد!!.

وكأن صاعقة أصابتني وقلت هل تمزح؟! إن موعد رسالتي للماجستير بعدأيام وأنت منذ شهر لا تعرف ما أريد!! ، ثم قلت هل شاهد أوراقي أي من  العمال الفرنسيون أم أنك أنت من يّقرر ويحكم ، طبعاً تلون وجه الرجل وأصر أنه هو اولاً يجب ان يّقرر قبل أن يدخلها الى أي مسؤول فرنسي ، وهكذا ككل يمني مسؤول “طنت” في رأسة ألا يعطيني فيزة وأن يصعبها أكثر وقال لي إدفع مرة اُخرى 100 يورو وإدفع تامين جديد لأن الاولئ قد اُلغيت ، نظرت الية بشفقة وقلت في نفسي سلام الله على نسميهم كفارا ً فقد كانوا أكثر إسلامً منا  في معاملاتهم وأماناتهم  وتذكرت عاملة سيمبلي (سوبر ماركت) التي ترد الى حتى السنت الواحد والذي لا قيمة  له أصلا  ، طبعاً أخذت جوازي  وأنصرفت لأنة سوف يعرقل المعاملة هذة المرة بالوقت وهو 15 يوماً، ولا أملك ذلك الوقت لتقديم رسالتي وعرفت سلفاً أن هكذا معاملة لن تجدي نفعاً وتساءلت هل يعرف الفرنسيون بهذا ؟ هل يعرف أن هؤلأء يشوهون صورة فرنسا الراقية بطريقة تصرفهم وإستغلالهم للمسوؤلية التي أعطوا لها ؟

أما عن رسالة الماجستير فقد حصلت على الأستثناء لُاقدمها عبر السكايب نظراً لما ألم بي والحمد لله قد تخرجت وحصلت على شهادتي في الماجستير

هذا كان مجرد مكان واحد ومسؤولية واحدة فتخيل أخي القارئ إن كل يمني يمتلك مسوؤلية قد يصادفك بنفس طريقة المعاملة (إلا من رحم ربي وهم قليل) ، والسبب يعود لأسُلوب تفكير الناس هناك فما زال الناس تفكر بالطريقة القبلية ، أيضاً ذلك الشعور بالفخر الذي في غير محله  فكلما نقص ما في دماغ الناس إزدادوا ظلماً لبعضهم والعكس صحيح .

وقد توقفت مع الأسباب التي تجعل من الناس أكلي لحوم بعضهم فوجدت أن الجهل هو الرقم واحد في المعادلة ، في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل يزاد فيها الكبر والعكس تماماً صحيح في المجتمعات المتعلمة الراقيه قلما تجد الناس تعاملك بكبر وعدم مسؤولية أو تسلط ،  فكلما تعلم الإنسان أكثر عرف أنه ما زال لا يعلم ، الشئ الثاني في المجتمعات ودول العالم الثالث يزداد الفساد وهذا يجعل من الناس متنافسين فيما بينهم من يسرق أكثر ومن يملك أكثر والغاية تبرر الوسيلة هي القانون تماماً ،  شئ آخر هي المحسوبية فغالباً ما يوظف اُناس لا يملكون فعلاً اية خبرات ولا معرفة وإنما يوظف لأن فلآن الفلآن صاحب أبو فلآن وهكذا ،  ناهيك عن الحسد والعنصرية التي تلعب دورها كذلك .

في الختام حتى نرتقي في أقوالنا وأفعالنا وتصرفاتنا ونكون رمزاً يذكر شانه بين العالم علينا بالتعليم  لأننا في القاع ليس فقط اقتصادياً وعلمياً بل في أخلاقنا.

 

 

 

.


محمد ابراهيم

عن محمد ابراهيم

مدوّن عربيّ يمنيّ الأصل، حاصل على الماجستير في إدارة المشاريع الدّولية - فرنسا. عمل في السّويد، وسافر إلى كثيرٍ من الدّول الأوروبيّة والآسيوية بغرضِ الزّياره ودراسة أسباب نهضة المجتمعات وتقدّمها ،مهتم أيضًا بالدّيانات وتأثيرها على المجتمعات سلبًا وإيجابًا وحقوق الإنسان العربيّ. أٌحبُّ صِناعة الأفلام الوثائقيّة, الموسيقى، الكرتون، والتّصوير الفوتوغرافي .أحلم بمجتمعٍ حرّ يعيش الحرّية، يصنع ,ينتج ويمتلك أفكاره دون تقيّد أو شروط .

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *